إنه اليوم الأول لاقتحام عالم الكمبيوتر، وما فيه من إعجازٍ مذهل بالنسبة لرجلٍ بلغ من العمر ما يكفي لأن يتصالح مع الورق، ويأنس بصوت القلم، ويرى في صريره موسيقى لا تُمل. لكنني، رغم ذلك، وجدتني أدفع باب هذا العالم الجديد بفضول طفلٍ يُمسك أول مرة بجهاز تحكمٍ ليرى ما يفعله الضوء في الشاشة.
قد يرى البعض أن في هذا الاقتحام تأخرًا، وربما شيء من العبث، ولكن لي عُذري وتُساندني أعذاراتي. أنا ابن حواري تشهد على خطاي، ابن جدران وشقوقها تحفظ حكاياتي، وحين قررت أن أقتحم هذه المساحة الافتراضية، لم يكن ذلك تخلّيًا عن الحارة، بل اصطحابًا لها معي، بشوارعها، بروائحها، بأرواحها التي لا تنسى.
ها أنا أكتب أولى كلماتي على موقع يحمل اسمي، اسمٌ لطالما كُتب على دفاتر المدرسة، وعلى جدران الحارة، وعلى أظرف الرسائل القديمة. لكنه الآن يُكتب في فضاء رقمي، عابر للقارات، مُتاح لكلّ من شاء أن يقرأ ويشاركني رحلتي.
هذا الموقع ليس مجرد واجهة، بل هو بيت جديد، فيه ستسكن كتبي، ومقالاتي، وحكاياتي الصغيرة التي لا تصلح للنشر الورقي ولكنها تستحق أن تُروى.
ولأن الاقتحام بحد ذاته أمرٌ لا بأس به، بل فعل شجاع – كما كنّا نفعل صغارًا حين نُغامر بدخول زقاقٍ جديد – فإنني أخطو هنا خطواتي الأولى لا كمتمرّس في التقنية، بل كراوٍ قديم يكتب الآن على جدار إلكتروني.
فمرحبًا بكم في عالمي،
في دفاتري،
في أرواح سكنت الحواري…
وسكنتني.
ابن إسماعيل
6 يناير 2025
لا تعليق