عندما سألتني زوجتي عن السبب في الكتابة عن لوط عليه السلام، قلت على الفور «ها أنت قلت لوط ولم تقولي نبينا عليه السلام، وكلما ذُكر يقال مثلما قلت، لوط»، ويقف هكذا نبينا لوط عليه السلام، أراه نبيًّا مظلومًا من بني الإنسان، اسما ومعني، فها هو عندما يذكر لوط فإن أغلب
عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 112 صفحة
- [ردمك 13] 9789778172607
- بيت الياسمين للنشر والتوزيع
me –
#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين.
بيت الياسمين – Bait Elyasmin
هي فترة دقيقة وحساسة جداً في تاريخ المسلمين ، البعض يهرب من الحديث فيها مخافة أن يتفوة بما لا يجوز أن يُقال في حق من شهد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من صحابته.
لم أتوقع من عنوان الكتاب أن يكون موضوعة فتنة القتال بين الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وتحديداً عن موقعة الجمل ، لكن عندما يريد الكاتب استدعاء تلك الفترة بأحداثها الصعبة وتفاصيلها التي تكون صعبةً علي النفس فلابد من فائدة ترجو وراء هذا الاستدعاء ينالها القارئ.
أوضح الكاتب بدايةً أن مقام الحديث هنا تاريخي وليس له علاقه بالدين ، هو ليس مقاماً لتزكية هذا الصحابي علي الاخر أو هذه الفئة علي الأُخري وقد قطع صريح القرآن الكريم هذا الجدل بقولة تعالي ” وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ” حتي وإن أوقع عليهم النص القتال فإنه لم ينف عن أحد منهم الإيمان.
وقد ذكر الكاتب أيضاً أنه مادُمنا بشراً فإن فعل الصواب والخطأ وارد الحدوث في حقنا جميعاً ، وكذا في حق حضرة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
خرجت ام المؤمنين عائشه رضي الله عنها مسافرة من مكة إلي المدينة ، تجهزت القافله واستعد المرافقين وخرجوا إلي بداية الطريق ، هبّت عاصفة شديدة ومُفاجئة جعلتهم يتوقفون مخافة التيه في براح الصحراء.
هدأت العاصفة وظهر وفد قادم من بعيد ، كانوا يحملون معهم خبر بداية الفاجعة ، قُتل الخليفة عثمان ابن عفان رضي الله عنه ، سمعت أمنا بهذا الخبر صكت وجهها وقالت وهي تردد قتل والله مظلوما والله لأطلبن بدمه وظلت ترددها وقررت العودة إلي مكة علي الفور ، ومن هنا كانت البداية.
الكتاب عبارة عن رؤية تاريخية سياسة لما حدث بعد مقتل سيدنا عثمان بن عفان وحتي موقعة الجمل التي سالت فيها دماء المسلمين بين بعضهم البعض ، الرواية في أغلب الوقت كانت بين تفاصيل السيدة عائشة رضي الله عنها وانتقلت منها إلي باقي الصحابة رضوان الله عليهم حسب ترتيب الأحداث.
الفتنة بتفاصيلها وأحداثها من باعثات الألم ، استدعاء الأحداث ومحاولة تخيل المشاهد أثناء القراءة صعب ، صعب جدا أن تتابع وضعاً كهذا أو حتي تقرأ عنه ، وبينما انقسم الناس إلي فريقين قبل أن يتحولوا إلي جيشين ، فثمة فريق ثالت ترك الدنيا بما فيها وذهب في أقاصي الجبال معتزلاً حتي يقضي الله أمراً كان مفعولا فيه وفي خلقه أجمعين.
❞ والكلُّ لا يرضى أو يرتضي إلا بما يهوى وهو أمر جبل الناس عليه، ❝
❞ إن بكاء الرجال فاق النساء ونواح النساء كان مدويا يفطر القلوب ويدمع العيون وعلا الاستغفار في الأفواه، حتى إن آخر الناس المرافقين للحرب تحولوا بعدما انخرطوا في البكاء مع البكائين والكل ينادي يا ألله، وكان مشهدًا بكائيًا موجعًا ومؤلمًا حزينًا علي ما وصل إليه وفيه المسلمون ❝
❞ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنها ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الراكب. وقد جعلنا الله أخوانا وحرم علينا أموالنا ودماءنا ❝
me –
هذا الكتاب يقص علينا تفاصيل وأحداث السيرة الذاتية لنبي الله لوط عليه السلام مع قومه.. هؤلاء الذين ابتكروا وارتكبوا الفاحشة لم يسبقهم إليها أحد من قبل.. وابتكارهم هذا أصبح وباءً عم العالم أجمع منذ أن ابتدعوه وحتى يومنا هذا.. وقد آثر المؤلف أن يصوغ كتابه في شكل رواية ليستسيغها القراء، ولتصل المعرفة إلى عقولهم وإدراكهم بصور واضحة سهلة لا تشوبها شائبة.
في البداية يسلط المؤلف الأضواء على المعلومات والمفاهيم المتعلقة بلوط عليه السلام وميلاده ونسبه واسمه. فهو لوط ابن حاران الأخ الأصغر للخليل إبراهيم عليه السلام. وتولى الخليل تربيته ورعايته.. ومع السنين توطدت العلاقة بينهما فأصبحا رفيقين وأنيسين متلازمين. يقول المؤلف: “وهذه الملاصقة والتجاور والملاط، فلاط به لطًا، حتى أصبح يُنادى الصغير الذي شب بـ “لوط”.
واستمرت العلاقة هكذا إلى أن صدر أمر الله للوط بالهجرة للدعوة في مكان آخر. فهاجر إلي قرى عمورة وسدوم في بلاد الشام، وعاش هناك، وتزوج من نسائها، وتعلم لغتهم، وأطاع أمر الله في إبلاغ رسالته إليهم، ودعوتهم إلى عبادة الله الواحد، وأن يتخلوا عما بهم من أشنع الفواحش وأبشع الرذائل، وأن يعودوا إلى الفطرة السوية الطاهرة التي خلقهم الله عليها.
وهكذا تحولت الوقائع والأحداث عبر ستة عشر فصلًا إلى رواية، لها شخصيات وحوارات متبادلة بينها وخلفيات زمانية ومكانية. وهذه كانت -في رأيي الشخصي- محور إبداع المؤلف وبراعته. فقد استطاع من خلالها أن يضع القارئ في مقعد المشاهد يشاهد ما يدور أمامه حيًا مجسدًا ومحددًا. وكذلك تمكن من إثارة فضول القارئ وشغفه لمعرفة ما سيأتي من تطورات.
ومن أهم وأفضل ما جاء في هذه الرواية، سلسلة الحوارات (التخيلية أو المتخيلة) التي أدارها المؤلف ببراعة شديدة بين لوط عليه السلام وابنتيه، وعلى ألسنتهم. والتي كانت بمثابة شرح مبسط وتفسيرات هدفها واحد وهو فهم القارئ واستيعابه، ومحو أي غموض أو التباس.
هذا كتاب مهم وجدير بالقراءة والمناقشات والتحليلات، فهو لا يمثل الماضي السحيق فحسب، بل يصور واقعًا مزريًا نعايشه الآن، ويجسد المستقبل إلى أن تقوم الساعة. ومؤلف الكتاب يستحق منا جزيل الشكر والثناء على ما بذله من مجهود وافر.
me –
سبيستون أم ديزني؟
إن كُنت أحد الوالدين لأطفال، أو شخصًا يُفضل الأنميّات المُتحركة، فـ في وقتِنا الحَالي.. ستختار أيهُما لتُشاهد؟
ستختلفُ الاراء بِالتأكيد، وستتحدثُ الدلائل، وستظهرُ المُبررات أيضًا.
ولكن.. أنا هُنا سؤالي بسيط، ولكن لـنعقدُه قليلًا..
سبيستون، أم ديزني من بعد التحديث، وما مثلُها كِإضافة الشِذوذ على الأنميّات، والكرتون؟
عزيزي قارئ المُراجعة،
منذ أنزل الله عِقابه على قومِ ‘لوط عليه السلام’ قبل آلاف السَنين، إلا ان لعنتِهم لا تزال باقيّة حتى وقتِنا هذا.
لطالما تساءلتُ كيفَ بدأت هاتهِ اللعنة، وقد وقع هذا الكتاب بالصدفة بينَ يدي، وقد علمت الجواب..
الغريب في الأمر بعدما آتاني الجواب، أنّ هؤلاء القوم كان يُضرب بهم المَثل في كلِ نواحي الحياة!
فتخيل كيفَ لإنتقامٍ واحد أن يقلبهُم مائة، وثمانون دَرجة..
هذا الكِتاب يَحكي بِصيغةٍ مُبسطة، وسردٍ هادئ، حكاية النبي ‘لوط عليه السلام’ مع قومِه.
وأظنها فرصةٍ عظيمة، لنُصحِ أطفالنا بينَ مجتمعاتٍ أعادت لعنةِ قومِ لوط على المجهر..
هذا الكتاب أرشحه بقوة لكلِ إنسان كبيرًا كان، أو صغيرًا.
وللمؤلف مِني جزيل الشُكر، والإمتِنان.
me –
#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين.
بيت الياسمين – Bait Elyasmin
سدوم وعمورة! عنوان رئيسي غريب مُبهم ، وتحته عنوان فرعي ( صراع الفاحشة والنبوة ) تُري أي صراع هذا وما علاقة الفاحشة ببذائتها وقذارتها بكل معاني الطهارة والنقاء المُتمثلة في النبوة.
لا يُذكر كثيراً بين عداد الأنبياء ، وحين يأتي ذكرة فهو للتدليل علي قومة الذين ابتدعوا الفاحشة وأول من مارسها في العالمين ، لم يلتصق الفعل بإسمهم ولا بالمكان الذي يعيشون فيه ولكنه لازم اسم النبي الذي وُجد فيهم فإشارة ( قوم لوط ) تكفي ليفهم المُخاطب بمدلول الكلام والمقصد.
وبما أننا أصبحنا الآن نري مُجتمعات تدعم هذه الأفعال وتشجع عليها تحت بند الحريات ، وذلك في غفلة تامة عن الأُسس التربوية وغياب للوعي الأُسري المنوط به تقويم أفراد الأسرة وإرشادهم فاختار الكاتب أن يستعيد ويستذكر مع القراء قصة سيدنا لوط مع قومة ويُبين من خلالها الحقيقي والباطل في هذه القصة التي شُوهت أو ذكرت بالباطل في كُتب أُخري.
بدأ الكتاب رواية قصة سيدنا لوط ، منذ ولادتة وحتي نشأ في كنف ورعاية عمة سيدنا إبراهيم عليهم السلام ، ولما أذن الله بنبوة سيدنا لوط وفراقه عن سيدنا إبراهيم حزنوا لهذا الفراق لشدة تعلقهم ببعضهم فغير صلة القرابة التي تربطهم كانت بينهم مودة كبيرة لأن سيدنا لوط دخل عليهم طفلاً رضيعاً ولم يكن حينها عند سيدنا ابراهيم ذرية وأولاد ما جعل سيدنا لوط يحتل مكانة الإبن من سيدنا إبراهيم.
سدوم وعمورة من قري السهل الخمس في الشام ، والتي أُرسل إليها نبينا لوط عليه السلام ، في صفحات موجزة وبطُرق حكي مختلفة ، ذكر الكاتب القصة كاملة ومُبسطة بداية من ذهاب سيدنا لوط إلي هذه القري وحتي خرج منهم قبل أن يقع عليهم العذاب.
ذكر الكثير من طباع القوم الغريبة والتي اختلفت كُلياً عن عادات العرب حينها فقد خالفوا في طريقة الكلام والملبس وابتدعوا أشكال غريبة للحياة ، غير أنهم كانوا بالأساس قُطاع طرق يغيرون علي القوافل ، ثُم حكي كيف بدأت رحلة الفاحشة فيهم وكيف توغلت إلي أن أصبحوا يجاهرون بها.
لم يستمع أحد إلي دعوة سيدنا لوط عليه السلام ، لم يرجع أحد عما يُلهيه وكما جاءت الرسالة إلي سيدنا لوط عليه السلام بأنه بُعث فيهم فقد أُمر بعدها بمغادرة القرية التي لن ترجع ولن تتوب.
فكرة الكتاب جميلة ، وهي ربط الحاضر بالماضي للتذكير بخطر هكذا أفعال للأسف أصبحت منتشرة في الوقت الحالي وفي الخاتمة أوضح الكاتب أن مخالفة الناموس الكوني وسنة الله التي جعلها في الأرض لن تأتي أبداً بغير الشر والكوارث.